إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
محاضرة بعنوان درس الحج
8374 مشاهدة
حكمة مشروعية الأضحية

...............................................................................


شرعت هذه الأضحية اتباعا لسنة إبراهيم عليه السلام ذُكر أنهم قالوا: يا رسول الله ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم كيف ذلك؟
يعني لما أنه أمر بذبح ولده إسماعيل وعزم على الامتثال، ثم صرفه الله تعالى عن ذلك، والتفت فوجد جبريل ومعه كبش فذبحه زكاة لولده، فأبقاها الله سنة مؤكدة، وهي السنة المحمدية والشريعة الملية الإبراهيمية، فعلها إبراهيم فداء لولده إسماعيل والظاهر أنه استمر على فعلها، وفعلها النبي صلى الله عليه وسلم واستمر على فعلها، يضحي كل سنة بواحدة، أو باثنتين، مما يدل على أهميتها، وآكديتها، فيكون ذلك هو الحكم بشرعيتها.
وقصة ذبح إبراهيم ذكرت في القرآن في قوله تعالى: وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ أي فدى الله تعالى إسماعيل وأرسل إلى إبراهيم كبشا يذبحه، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ووردت في بعض الأحاديث، ولكن أسانيدها ضعيفة، يعني التي فيها قصة الذبح، وقصة الإرجاع وما أشبه ذلك.